المنزل الذكي هو منزل المستقبل، المنزل الذكي هو وصف للمنزل الموفر للطاقة و المياه و المرتبط على الإنترنت، هذا الموضوع عن تقنيات آتية لمنازلنا في المستقبل القريب و بعضها بدأ يظهر الآن و يستخدم في منازلنا.
الكثير من التقنيات المستقبلية التي نشاهدها في أفلام الخيال العلمي مدهشة بشكل لا يصدق، حيث من الصعب تخيل أن مثل هذه التقنيات ستوجد يوما في حياتنا الحقيقية بل و حتى في منازلنا.
في الواقع، قد توجد هذه التقنيات الخاصة بأفلام الخيال العلمي يوما ما في حياتنا، إذ إن التكنولوجيا الحديثة تطورت كثيرا في الآونة الأخيرة، حيث أصبح بإمكاننا التحكم بالتلفاز والأضواء والغسالة والبراد والمكيف في منزلنا الذكي من خلال هواتفنا الذكية، وهذا مجرد قطرة صغيرة جدا من بحر من التكنولوجيا التي تنتظرنا.
في هذا الموضوع سأتحدث عن 7 تقنيات يجب عليك التعرف عليها من الآن و التي ستكون حتماً من أساس المنزل الذكي المستقبلي .
سبع تقنيات مستقبلية للمنزل الذكي يجب عليك معرفتها:
دخول الروبوت الآلي في منازلنا بشكل كبير
لقد قطعنا حتى الآن شوطا طويلا في رحلة تصميم روبوت آلي شبيه جدا بالإنسان من الداخل والخارج، لكن مع ذلك، الروبوتات الذكية موجودة بالفعل، وتستخدم في الكثير من المنازل في مختلف أنحاء العالم. مثلا، توجد الآن أجهزة مثل مكنسة iRobot و مكنسة Neato الذكية الموجودة حالياً و التي تتجول في أرض منزلك وتقوم بتنظيفه بشكل جيد تماما كالإنسان.
هل شعرت أن فكرة تنظيف المنزل سخيفة قليلا!
حسنا، لا بأس، لأنها بالفعل كذلك عندما تعرف إمكانيات الروبوت الذي طوره علماء في ألمانيا، حيث يستطيع أن يلتقط الأشياء ويرتبها، ويشغل أجهزة المنزل ويطفئها، ويقدم المشروبات للضيوف و يعيدها إلى المطبخ.
لهذا الروبوت الألماني ذراع واحدة وثلاث أصابع و يحوي على جهاز استشعار مدمج داخله يساعده على التعرف على بعض الأشياء والإحساس قليلا بما يجري حوله.
يمكن لهذا الروبوت أن ينفذ الأوامر التي يتم إدخالها عن طريق شاشة اللمس المدمجة فيه، كما يمكن له أن ينفذ الأوامر الصوتية، و أن يستجيب للإيماءات المبرمجة مسبقا.
بالطبع، هذا مجرد مثال واحد عن الروبوتات التي يتم إنتاجها حاليا في مختبرات ومصانع الأجهزة الذكية، وبالتأكيد ستكون السنوات القليلة القادمة كفيلة بإظهار التطور السريع لصناعة الروبوتات في كل أنحاء العالم.
ماذا عن روبوت الطبخ؟ هل تتوقع أن يكون مطبخك كما هو الآن؟ فكر ثانيةً فروبوتات الطبخ قادمة و بإمكانك تلقيمها الوصفات و تحسينها عبر التذوق، منزل المستقبل سيعتمد على الروبوتات حتماً بشتى أنواعها.
الأجهزة المنزلية الذكية
كما ترى، تحاول شركات التقنية في العالم جاهدة لجعل كل شيء في المنزل ذكيا. تخيل أن تذهب إلى المطبخ لشرب الماء، فتقف أمام البراد، فيفتح ويقدم لك كأس ماء بناء على أمر صوتي منك. تخيل نفس الأمر مع مختلف ما تود فعله، الأمر جميل أليس كذلك!
في الواقع، ما قرأته سابقا ليس خيالا بل حقيقة، إذ يمكنك بالفعل شراء براد يحمل عددا كبيرا من المستشعرات لدرجة أنه يستطيع تنفيذ أوامرك بدقة لا متناهية فيما يتعلق بالطعام والشراب، والأمر نفسه بالنسبة لبقية الأجهزة كالغسالة و المايكروويف والتلفاز و جلاية الصحون و غيرها من الأجهزة الذكية، بعضها موجود حالياً و تستطيع مراقبتها عبر تطبيقات للآندرويد مثلاً و بالتأكيد ستنتشر هذه التقنيات أكثر فأكثر في المستقبل.
هذه التقنيات الذكية الجديدة تستخدم الشبكات الموصولة على الإنترنت لتقرأ و تحلل و تقدم لك ما تريد، و تعرف هذه الاشياء الموصولة على الإنترنت حالياً بإسم إنترنت الاشياء أو IOT و هي مختصر Internet Of Things.
في المستقبل، ستسهل علينا الأجهزة الذكية حياتنا بشكل لا يصدق، كما أنها ستكون قادرة على التعلم، وبالتالي يمكننا تعليمها ما نريد منها فعله إذا لم تكن تستطيع ذلك من البداية.
الأمر السيء الوحيد في هذا المجال هو أن بياناتنا الخاصة مثل أوقات نومنا واستيقاظنا وتناولنا الطعام وذهابنا إلى الحمام وتوبيخ أولادنا، ستكون محفوظة لدى الشركات العالمية الكبرى، كونها ستكون المتحكم الرئيسي في تكنولوجيا الأجهزة الذكية في المستقبل، لكن لا تقلق قد يتم حل هذه المشكلة في المستقبل.
الغاية من الأجهزة الذكية ليس فقط تسهيك الحياة، إنما تشغيلها بشكل ذكي و حسب الحاجة فقط بغية توفير الطاقة التي سترتفع أسعارها في المستقبل، مثال ثيرموستات إيكوبي 4 الذكية التي كتبت عنها في هذا الموضوع
مفاتيح الإضاءة الذكية
إن تشغيل مصباح أو ضوء مثبت على السقف عن طريق زر مثبت في الحائط أصبح من الماضي الآن إذا كنت تستخدم الأجهزة الصحيحة في منزلك، يمكنك الآن أن تتحكم بالأضواء من جهازك المحمول، أو من خلال لوحة تعمل باللمس، أو حتى عن طريق صوتك.
فيلبس هيو مثال عن الاضاءة الذكية و التي يمكن التحكم بها و تشغيلها و اطفائها عبر التطبيقات و عبر الأوامر الصوتية (إضغط على الرابط لقراءة ما كتبته عنها).
NEST هو ثرموستات ذكي يمكن برمجته لتشغيل الأضواء في المنزل و تبريد الهواء فيه بمجرد أن تعود إليه، ويمكنك برمجته بحيث يقوم بتشغيل و إطفاء الأضواء في أوقات مختلفة من اليوم.
في حقيقة الأمر، أصبحت الأدوات الذكية للتحكم بالإضاءة من أكثر الأدوات شيوعا في المنازل في الدول المتقدمة ، بل وحتى في بعض الدول النامية، ومن المؤكد أنها ستتطور في المستقبل أكثر، إذ مستقبلا، يمكن برمجة أدوات التحكم بالإضاءة لتقوم بفحص شامل لأجسامنا وبالأخص لعيوننا، وبناء على النتائج التي تتلقاها تقوم بتعديل الإضاءة.
كفاءة استهلاك الطاقة و علاقتها بالمنزل الذكي
توجد حاليا الكثير من الأنظمة التي تنظم استهلاك منزلك للطاقة، ومنها نظام Total Energy Management Program الذي كشفت عنه شركة باورهاوس ديناميكس، حيث يقوم هذا النظام بقياس استهلاك الطاقة وتكاليف استهلاكها، ليسمح لك بتنظيم استهلاك منزلك للطاقة بشكل أفضل.
يمكن لهذا النظام أيضا تحليل الأجهزة والمعدات في المنزل، وإخبار المالك عندما يرى أن أحد هذه الأجهزة يحتاج إلى الاستبدال أو التحسين، وبالتالي يساعد هذا النظام على توفير استهلاك الطاقة في المنزل، لأن الأجهزة القديمة أو التي تحتاج إلى استبدال قد تقوم بصرف عشرات أضعاف الطاقة التي تحتاجها.
علاوة على ذلك، يتم تحديث بيانات هذا النظام باستمرار لإضافة تعليمات جديدة لجعله نظاما أكثر حداثة وفائدة.
في الأجهزة المستقبلية سيتم دمج هذه الميزات مع الجهاز الذكي نفسه بحيث تستطيع مراقبة صرفه للكهرباء و مقارنة الصرف بين الجهاز في الحالة الجديدة و تحديد العطل في حال وقوعه.
المراحيض الذكية لتوفير استهلاك الماء في المنزل الذكي و مراقبة الصحة لمستخدميه
قد تشعر بالغرابة عند سماعك بعبارة “المراحيض الذكية”، إذ قد تفكر كيف يمكن أن تكون المراحيض ذكية! في الغالب لن يخطر لك ذلك.
المراحيض الذكية هي المراحيض التي تقوم بمراقبة حالتك الصحية على الدوام بأن تقوم بتحليل البول والبراز في كل مرة تقضي فيها حاجتك.توجد في اليابان مراحيض ذكية تقوم بتحليل البول بعد أن ينتهي الشخص من التبول، ثم تقوم بإخباره فيما إذا كان مصابا بالسكري أم لا.
في الواقع، جعل المراحيض تقوم بالفحوصات على البراز والبول أمر مهم للغاية، إذ إن أكثر ما يهم الإنسان صحته، ولما كان تحليل البول والبراز يشير وجود كثير من الأمراض أو عدم وجودها، كان اهتمامنا بتكنولوجيا المراحيض الذكية من أكثر الأشياء المهمة التي فعلناها في حياتنا.
من المتوقع أن تصبح المراحيض الذكية في الأشهر القليلة القادمة قادرة على إخبار المرأة أنها حامل عن طريق تحليل بولها، أو إخبار أي شخص أنه مصاب بسرطان القولون عن طريق تحليل برازه.
بالطبع، سيتم إضافة بعض الأجهزة إلى المراحيض الذكية في المستقبل، مثل جهاز إزالة الروائح الكريهة، وجهاز تدفئة المرحاض، وأجهزة التنظيف وغيرها.
تجدر الإشارة إلى وجود مراحيض ذكية في السوق حاليا، ومنها مرحاض Kohler’s Numi الذي يشتمل على جهاز تدفئة، وجهاز مزيل للرائحة الكريهة، ومجفف، وغطاء متحرك، وشاشة تعمل باللمس وغير ذلك من الأجهزة التي قد تحتاجها وأنت في المرحاض.
الهدف الآخر من المرحاض الذكي هو توفير الماء بحيث لا يصرف أكثر من كمية الماء المطلوبة للحصول على تنظيف مثالي دون إسراف أو هدر للماء و الذي سيغدوا مستقبلاً من الموارد الشحيحة جداً و الغالية جداً.
التلفاز الذكي في المنزل الذكي
التلفزيون كما اعتدت عليه سيصبح من الماضي في المستقبل، إذ سيتم في السنوات القليلة التالية جعل التلفزيونات تعمل على الإنترنت دون الحاجة لوجود كابل وملتقط إشارة.
سيكون بإمكانك تشغيل التلفاز عن طريق قول “شغل التلفاز”، وسيكون بإمكانك مشاهدة الأفلام والمسلسلات على خدمات مدفوعة مثل Netflix أو Hulu أو حتى يوتيوب بشكل مباشر على تلفازك.
بالتأكيد ستكون سرعة الإنترنت عالية لدرجة تسمح بحدوث مثل هذا التحول. وفي الواقع، ما ذكرناه سابقا يمكنك الحصول عليك حالياً في بعض الدول، لكن في المستقبل، ستنتشر تقنيات التلفاز الذكي لتصل لكل مكان.
حالياً يمكنك التحكم بتلفازك باستخدام جسور تقنية مثل استخدام جهاز برودلينك سمارت هب و ربطه مع أمازون أليكسا أو غوغل هوم.
الشبكات المغلقة و الخاصة كحل لمشكلة الخصوصية للمنزل الذكي
هل تتذكر عندما أخبرناك أن هناك مشكلة في جعل كل أجهزة المنزل ذكية و أن هذه المشكلة هي حماية خصوصية بياناتك ؟
الأجهزة الذكية تحتاج إلى الوصل إلى الإنترنت لغرضين:
- لتحليل المعلومات و مقارنتها و تقدير الخيار الأمثل و الحل الأمثل الذي ستقدمه لك، كالثيرموستات الذكية التي تقوم بتحليل البيانات عبر الخدمات السحابية للشركة إذ تقوم بتوقع حالة الطقس لتقرير إذا ما كنت تحتاج لتبريد أو تدفئة مسبقة لمنزلك للحصول على شروط الراحة المثالية.
- لتحديث برامج التشغيل.
و تحتاج هذه التجهيزات لراوتر لربطها بتجهيزات المنزل الذكية الأخرى، كربط الثيرموستات المذكورة سابقاً أو الاضاءة الذكية مع أمازون إيكو و غوغل هوم و غيرها.
إذاً الوصل عبر الإنترنت حالياً ضروري لعمل هذه التجهيزات و بالتالي معلوماتك ترسل إلى سيرفرات الشركات، و لكن ماذا لو تطورت الأمور في المستقبل و استغنيت عن الربط مع الشركة في كل الأوقات؟
يحتاج ما سبق إلى سماح الشركات لك باستخدام أجهزتها دون الحاجة للربط على الإنترنت و هذا تغيير قادم لا محالة لدواعي الخصوصية، و هذا ما ستتنافس عليه الشركات، أما الشق الثاني و هو الربط باستخدام الراوتر فبإمكانك فعل التالي:
حسنا، هذا هو الحل المقترح.
إن خلق شبكات مغلقة في المنازل تحل مشكلة مراقبة الشركات لك من جذورها أي وجود شبكة إنترنت ثانوية مغلقة على التجهيزات الذكية و تقنين ربط هذه الشبكة بالإنترنت و تزويدها بمعدل مرتفع من الأمان عبر استخدام برمجيات أو مواقع مختصة.
سيكون بإمكانك التحكم بكل أجهزة منزلك عن طريق صوتك أينما كنت دون أن يعلم أحد بذلك، أو على الأقل دون أن تعلم الشركات الكبرى و لا السلطات في بلدك بذلك.
أيضا، ستتطور جوانب الحماية الأخرى، إذ ستكون قادرا على الدخول إلى منزلك دون الحاجة لاستخدام مفتاح، حيث ستتعرف الكاميرا الموجودة عند الباب على وجهك أو ربما ستحلل المادة الوراثية لك، وتفتح لك الباب تلقائيا.
بكل تأكيد، لن تسمح هذه الكاميرا لأي شخص لا تريده أن يدخل إلى منزلك بالدخول.
إلى هنا أخي العزيز، نكون قد انتهينا من سرد التقنيات المنزلية الذكية السبع التي وعدناك بسردها في بداية هذه المقالة.
بعض هذه التقنيات موجودة بالفعل الآن، لكنها ليست متطورة بما يكفي لجعل منازلنا ذكية إلى الحد الذي يمكنها من تدبر أمورها بدوننا أو أنها غالية السعر و ليست بمتناول الجميع، لذلك فقط انتظر قليلا، وسترى تحول المنازل إلى منازل ذكية يحصل أمام عينيك.