Site icon طارق دوت نت

هواجس

creative ideasيصعب علي في هذه الأيام تنظيم أفكاري و تنسيقها، و هذا لإنشغالي ببناء حياتي، و على هذا تراودني منذ فترة ليست بالقصيرة جملة من الأفكار دفعة واحدة، و هذه الأفكار تقلق راحتي.

تدور هذه الأفكار حول موضوع واحد، كيف يمكن لي أن أبني مستقبلي، و هل أبقى في الغربة حتى أعيش مستقراً، مادياً على الأقل؟

أنا لست من الطامحين لإمضاء حياتي في الغربة، بل أنا من أشد المحبين للعودة و العيش في الوطن، و لكن ما يمنعني هو قلة المادة و عدم وجود بيت للإستقرار و عدم وجود فرصة العمل التي تجعلني أعيش بكرامة، و مبادئي التي لا تسمح لي بالعيش بمبدأ الرشوة ، و تغير العادات و اتجاه الناس نحو القشور و المظاهر و الإبتعاد عن الأخلاق.

إذاً هذا يعني أن هناك بين عودتي للوطن عدة عوائق تمنعني و هي:

– عدم وجود فرصة العمل الملائمة و التي تضمن لي العيش الطبيعي كما يعيش أي شاب في خارج الوطن، بحيث أستطيع إمتلاك سيارة، و أتمكن من دفع نفقات تشغيلها بتأمين مصاريف المحروقات الخاصة بها و تكاليف الصيانة، و وجود المساكن و البيوت المؤمنة، و إمكاني دفع قسط هذا البيت من راتبي مع بقاء بعضاً من هذا الراتب حتى أستطيع إطعام عائلتي.

– العادات الإجتماعية المتغيرة، إذ يتجه الناس بمحافظتي على الأقل إلى طريق غريب علينا، و هو تباهي الناس على بعضها بالقشور و المظاهر و الكماليات، لا بالأخلاق و العلم و الثقافة.

– انتشار الفساد، فمثلاً أنا لا يمكنني رشوة شرطي مرور إذ هذا ضد مبادئي، و لكن الواقع يفرض على من يعيش هناك إلى التعامل اليومي بأسلوب الرشاوى و الإكراميات حتى تسير أموره.

و الغريب بالموضوع أني وجدت هذه النقاط هاجساً لدى جميع الشباب في الغربة ممن يرغب بالعودة للوطن، إذاً أليست هذه النقاط نقاطاً تستوجب التفكير و محاولة الحل؟