وتعتمد المبادرة على جمع حرارة أجسام أكثر من 250 ألف شخص يرتادون محطة قطارات ستوكهولم يومياً، واستخدامها لتسخين كميات كبيرة من المياه التي تقوم لاحقاً بتأمين الدفء لمجموعة من الأبنية المحيطة بالمحطة.
وقال كارل ساندهولم، مدير مشروع “التدفئة بحرارة الجسم” في شركة “غيرنهاسن” السويدية: “هذه الطاقة متجددة ورخيصة، والمبدأ بسيط ويقتصر على خزانات المياه وتمديدات الأنابيب، ولكن لم يسبق لأحد في العالم أن استخدمه على هذا النحو.”
وشرح ساندهولم لمجلة “تايم” التقنية المستخدمة في العمل بالقول إن أجهزة التهوية المستخدمة في محطة قطارات العاصمة السويدية تعمل كل صباح على سحب الهواء الساخن بفعل الحرارة الناجمة عن حركة المسافرين ونشاطهم، واستخدامه لتسخين خزانات مياه في المحطة.
ومن ثم تنقل المياه الساخنة إلى المكاتب المراد توفير التدفئة فيها عبر أنابيب خاصة، باتت مسؤولة عن توفير ما بين 15 إلى 30 في المائة من احتياجات التدفئة في الموقع.
وبحسب ساندهولم، فإن كلفة التدفئة انخفضت 20 في المائة بعد تشغيل النظام الذي دخل حيز الخدمة الشهر الماضي، الأمر الذي يعوض مصاريف تركيب النظام خلال وقت قصير.
وبحسب ساندهولم، فإن نجاح المشروع على مستوى محطة ستوكهولم ومحيطها يفتح الباب أمام تطوير هذه التقنية على مستويات أوسع بكثير، إن تمكن العلماء من اكتشاف طريقة تتيح جمع حرارة أجسام الناس في منازلهم أو أماكن عملهم.
ولكنه قال إن هناك مصاعب لوجستية أخرى، تتمثل في صعوبة نقل الهواء الساخن بفعل حرارة أجسام البشر لمسافات بعيدة دون أن يفقد حرارته، ما يفرض أن تستخدم التقنية في أبنية متجاورة ومكتظة، إلى جانب أن بعض الدول الغنية بمصادر الطاقة الرخيصة قد لا تشعر بأهمية الفكرة.
تعقيبي على الموضوع:
حرارة الجسد عامل هام يدخل في حسابات التكييف و التدفئة عادةً عند تصميم أي مبنى، و برامج حسابات الحمل الحراري تأخذ البث الحراري و تضعها في حسابات التكييف، و لكن تحذفها من حساب التدفئة كعامل أمان إضافي للحساب، على فرض أن عدد الأشخاص الفعلي يختلف عن عدد الأشخاص التصميمي.
و على هذا يمكن للمصممين إدخال حرارة الجسد عند حسابات التدفئة كما أفعل و يفعل بعض المهندسين المصممين و لو باحتساب عدد أشخاص أقل من العدد التصميمي و بالتالي نستفيد من حرارة الجسد في تخفيض كمية الحرارة المطلوبة للتدفئة و بالتالي نفقات التدفئة شتاءً و بشكل مباشر.
بالنسبة للإستفادة من حرارة البشر الموجودة في هذا المقال فهي ليست أحدث المصادر النظيفة بل هي جزء يعتمد المصممون عليه منذ زمن طويل في بناء حسابات أحمالهم الحرارية، و لكن المقال المكتوب في الـ CNN يجب أن يعنون الإستفادة من حرارة أجسام البشر في تدفئة بعض التطبيقات الخاصة.
يمكن الإستفادة من حرارة الأجسام في بعض الأماكن حيث تكون هناك كثافة إنسانية كبيرة، و في حال وجود مباني قريبة يمكنها الإستفادة من هذه الحرارة بتدفئتها، و بنفس الطريقة يمكن الإستفادة من البث الحراري المولد عن طريق الأجهزة الكهربائية و أجهزة الإنارة و أيضاً يمكن جمع الحرارة المتولدة نتيجةً لطرد الحرارة من خلال أجهزة التكييف.
طرق أفكر غالباً بها للإستفادة من تقنية نقل الحرارة في بعض التطبيقات التي أصممها:
- في بعض المباني هناك حاجة إلى تكييف بعض المناطق شتاءً و إلى تدفئة بعضها الآخر، مثال وجود مبنى يتكون من قسم تجاري و قسم سكني يعلوه، و بالتالي هناك امكانية من الإستفادة من الحرارة المطرودة عن طريق أجهزة التكييف العاملة في هذه الفترة في تدفئة الجزء من المبنى المحتاج للتدفئة.
- جمع الهواء الساخن فوق الأسقف الناتج عن بعض أنواع الإضاءة ذات البث الحراري الكبير، و الإستفادة منها في التدفئة.
- عند تكييف بعض المناطق في المبنى شتاءً يمكننا الإستفادة من دارة التوفير الإقتصادي، بإدخال الهواء الخارجي الجديد مباشرةً إلى المبنى في حال حقق شروط الجودة من ناحية درجة الحرارة و من ناحية درجة الرطوبة، و بهذا نستفيد من أيام تكييف مجاني لهذه المناطق، و بطرد الهواء الساخن من هذه الأماكن يمكننا الإستفادة من الأخير في تدفئة الأماكن المحتاجة إلى تدفئة.
- تتم الإستفادة من التقنيات المذكورة عن طريق التحكم و ربط حساسات لدرجة الحرارة و الرطوبة، و ربط هذه الحساسات بنظام إدارة المبنى، Building management system