رغم أني كنت و لفترة لا بأس بها من المضاربين في الفوركس، و هذا و كما يعلم الجميع شيء طبيعي نظراً لمغريات الإعلانات المقدمة من الشركات، و نظراً لطموحنا الكبير و لطمعنا بتحقيق الربح السريع، فقد دخلت إلى هذا السوق أملاً بتحقيق الأرباح.
بعد فترة من التعلم على حساب تجريبي و ما إلى هناك و بعد إتقاني للمضاربة بدأت العمل في السوق و حققت الأرباح لفترة من الوقت، و هنا بدأت المشاكل.
يطمع الإنسان و يسعى إلى تحقيق الربح بالمخاطرة بكل ما لديه لتحقيق ربح كبير في فترة قصيرة و تخسر كل شيء مرة واحدة
نأتي الآن للحقائق.
الفوركس هو المتاجرة بالعملات أو تبديل العملة من عملة إلى أخرى، كأن يكون لديك ريالاً أو درهماً أو أي عملة و تشتري بها مثلاً دولار أو يورو، أي تبدل عملة إلى عملة أخرى.
نجري تعاملات الفوركس كثيراً في حياتنا، قبل السفر مثلاً،…
هذا النوع من التجارة للعملات في أسواق الصرافة هو أصل تبادل العملات.
نأتي الآن إلى الفوركس كما نعرفه اليوم:
الفوركس اليوم كما تدعي شركات المضاربة هو إتاحة إمكانية المضاربة بالعملات عبر السوق العالمي عبر شركة وسيطة، تعطيك أضعاف أضعاف رأسمالك.
هنا النصبة، بالحقيقة أن الشركة تعطيك إمكانية المتاجرة بأضعاف رأسمالك فعلاً و لكن المخاطرة تتضاعف بمقدار مضاعفة رأسمالك و الخسارة تكون لكامل رأس المال.
مثال لكي أوضح لكم هذه الطريقة.
إذا استثمرت 1000$ في الفوركس، تعطيك الشركة إمكانية المتاجرة بمئة ضعف، أي بـ 100000$ إذا فتحت صفقة بقيمة عقد (لوت) واحد تكون حركة النقطة 10$، أي بمجرد أن يتحرك السوق عكسك بمئة نقطة ستخسر كل رأسمالك، و إن تحرك السوق معك بمقدار 100 نقطة ستربح 1000$ إضافية.
بإدارة جيدة اي بفتح صفقات ذات قيمة أدنى و بوضح حد للخسارة يمكن تحقيق الأرباح و لكن عندها ستكون الأرباح أقل و ليست كما تدعي الشركات، إذاً الربح مرتبط بالمخاطرة، كلما خاطرت أكثر كلما زاد احتمال ربحك، و في البورصة ليس هناك من شخص واحد يمكنه التنبؤ 100% بحركة السوق، ستجد أن صفقاتك لن تكون و مهما كانت مدروسة صحيحة ولا حتى بنسبة 60% و بالتالي التعامل مع هذا السوق سيصبح مقامرة.
طمعك ستجعلك تخاطر لتحقيق أرباح أكثر.
خوفك من الخسارة سيجعلك تغلق صفقاتك دون انضباط على ربح قليل أو على خسارة كبيرة و بالتالي ستخسر.
النتيجة هي دوماً خسارة محتمة لغالبية المضاربين بهذا السوق.
هل تعلم أن الفوركس أدخل في الولايات المتحدة الأمريكية تحت تصنيف عمليات النصب على الإنترنت؟ و ممنوع ممارسته على الأفراد؟
هل تعلم أن الشركات لا تنفذ صفقتك فعلاً و إنما تقوم بحسمها داخل الشركة و إن خسارتك هي ربح لشركات الفوركس؟
اقرأ عقد شركات الفوركس ستجد أنه لا ينصح به لمن معه أمراض القلب و الضغط و السكر و هذا لأن من شأن هذا أن يخلي مسؤولية الشركات في حال موت المضارب لا قدر الله إذا خسر.
الفوركس يجلب المرض لمن ليس معه مرض، التوتر الدائم، قلة النوم، الضغط السكر الموت كلها نتائج محتملة لتجراة الفوركس، فهل تريد أن تتاجر بمستقبلك من أجل خدعة؟
الفوركس موضة قديمة و قد حذرت من مخاطره سابقاُ و لكن اليوم أرجو عدم الانجراف وراء الدعايات التي من شائنها تعريض مستقبلكم و أموالكم و صحتكم للخطر.
إعداد: م. طارق أبو عسلي ، يسمح النقل مع ذكر المصدر: موقع طارق