وصلنا للعام 2010، و تجاوزنا الألفية بعقد من الزمن، و هنا خطر ببالي التساؤل التالي، ماذا حقق العلم للبشرية في عشر سنوات؟
برأيي أن ما تحقق في السنوات العشر الأخيرة هو إنجازات لا تذكر بتاريخ البشرية، فهل حلت هذه الإنجازات مشاكلنا الصحية أو البيئية أو الإجتماعية؟
لا و لا و كلا…….
بدأت الألفية مع التوقعات بعقد حافل بالإنجازات العلمية، بعد التطور الذي حصل لأجهزة الكمبيوتر في أواخر التسعينات، و لكن ما حصل أن العلم تطور في مجالات تجارية فقط كالإتصالات و كالتطويرات المحدودة في أجهزة الكمبيوتر، و تم التركيز على التكنولوجيا التي تباع و لم يتم التركيز على التكنولوجيا الخدمية أبداً في هذا العقد الأخير.
فعلى صعيد الطب و الصحة، لم تتحقق الإنجازات الصحية المُرضية، فلم يتم علاج مرض السرطان، و لم يتم علاج مرض الإيدز بل على العكس انتشرت الأمراض الجديدة و التي يشك بأن العلم هو من سبّبها، مثل مرض إنفلونزا الخنازير، الذي انتشر كي تباع اللقاحات الواقية منه ( وجهة نظري ).
و على صعيد البيئة، لم يتوصل “الحكماء” لقرار مهم لتخفيض انبعاث الكربون، و لم يتم حل مشكلة الإحتباس الحراري، و لم تنتشر الطرق البديلة للطاقة إلا بشكل تجريبي، و هذا لأسباب سياسية أيضاً و هي أن من مصلحة الحكومات و الزعماء بيع النفط، فلماذا دعم التقنيات البديلة و التي توفر في الإنبعاثات الحرارية و التي تقي البيئة من أمراضها؟ فهذا ضد مصلحتهم التجارية.
كما أن مشكلة الأمن المائي و الغذائي لم تحل، فلم تفرض الدول القوانين و لم تضع ضوابط جديدة تحد من استهلاك الماء و تحض على جمع مياه المطر و تحض على فلترة المياه و على قسم مصروف المياه لمياه عذبة تستخدم للشرب و مياه مكررة تستخدم في المراحيض و في الزراعة.
كما لم يحدث تطور في تقنيات الزراعة يؤدي بدوره لزيادة الإنتاج و زيادة المحاصيل.
على الصعيد الإجتماعي، فقد فرضت علينا الإختراعات التجارية في قطاع الإتصالات من انتشار الإنترنت و الخليوي و الفضائيات واقعاً اجتماعياً جديداً لا بد أن نتقبله و نتعايش معك و نجد الحلول لحل أمراضه، يتمثل الواقع الجديد بتسريع عجلة الحياة و ربطها بالإنترنت، كما يتميز بنشر ثقافة الإستسهال.
مثلاً إذا أردت شراء غرض معين، الإنترنت أصبح كفيلاً بتسهيل ذلك، كذلك الهاتف، فما أسهل أن نتصل بالبقال حتى يوصل لنا حاجياتنا.
متعة الحياة كما كانت في الثمانينات قد ذهبت و لم يعد رجوعها سهلاً.
إذاً العلم في آخر عقد، لم يقدم للبشرية شيء، بل أخذ منها قيمها و جمالها.