Site icon طارق دوت نت

مستقبل المواقع الإجتماعية، و فكرة الموقع المستقبلي المنافس للفيسبوك

social-networkلقد سطع نجم المواقع الإجتماعية بحيث أصبحت واقعاً يفرض نفسه و يفرض شروطه على المستخدمين التواقين للتواصل مع العائلة و الأصدقاء، و أشهر هذه المواقع على الإطلاق موقع الفيسبوك بحيث صار يلوح بإزاحة الغوغل عن عرش الإنترنت.

طبعاً، و لمَ لا.

الفيسبوك اليوم لديه عدد اشتراكات يقدر بنصف عدد سكان الكرة الأرضية، و عدد اشتراكات فعالة يقدر بمئات الملايين من البشر، كل هذا في منصة عمل متكاملة تقدم خدمات التواصل، و تسوق لمنتجات الشركات و الأفراد، و تسوق لإعلانات الشركة.

إذاً نبدأ من النقطة الأخيرة، الإعلانات، و هي سبب قيام الفيسبوك أساساً.

كل المواقع الإجتماعية هدفها جذب الناس كي يشتركوا فيها فتربح هي بدورها من عرض الإعلانات.

و لمَ لا، فكل معلومات المستخدمين الشخصية و اهتماماتهم بحوزة هذا الموقع، فبدون إذن يوجه الإعلان المناسب لك، و بالتالي تجد ما يهمك فتضط عليه و يزيد ربحهم.

هذه فكرة الموقع بالنهاية، و ما الخدمات المقدمة إلا وسيلة لجذب المستخدمين و المعلنين.

و لكن، و كما العادة دوماً، عند نجاح فكرة، تقليدها يصبح هدفاً للكثيرين، حتى الغوغل نفسه حاول منافسة الفيسبوك بطرح خدمة Buzz، و لكن ماذا بعد انتشار العدد الكبير من المواقع الإجتماعية، هل سيبقى نصيب الفيسبوك ذاته من ناحية عدد المستخدمين، في ظروف استغلاله لمعلومات مستخدميه الشخصية في أغراض تجارية؟

طبعاً جوابي هو أنه في ظل الواقع الراهن لا أتوقع له الإستمرار بنجاح في حال ظهور موقع منافس و في حال استمراره بانتهاك خصوصيات مستخدميه دون الإكتراث لحقوقهم.

ما هي المقومات التي ستجعل و ستمكن أي موقع آخر من منافسة الفيسبوك؟

1- احترام الخصوصية

2- توزيع الأرباح على المستخدمين

3- احترام قوانين كل بلد

و بالتفصيل:

1- احترام الخصوصية:

من المعروف أن شركة الفيسبوك تقوم بمشاركة بيانات مستخدميها مع شركات ثانية، بغية زيادة أرباحها، كما انتشر عنها أنها لا تحذف أي محتوى فيها حتى لو طلب المستخدم حذفه، و أيضاً كل ما تنشره على الفيسبوك يعتبر ملكاً للموقع و ليس ملكاً لكاتبه.

و بالتالي و ليكون أي موقع اجتماعي منافس للفيسبوك، يجب أن يقدم احتراماً أكثر لخصوصية مستخدميه و أن يتقيد بسياسات خصوصية صارمة.

2- تحقق هذه المواقع الأرباح المهولة نتيجةً لعدد المستخدمين الهائل فيها، و كل هذه الأرباح تأتي من الإعلانات، الموقع التالي المنافس يجب أن يحقق الربحية أيضاً لمستخدميه كما يفعل الغوغل في موقع المدونات بلوغر، إذ بإمكان مستخدميه وضع إعلانات آدسنس في البلوغر و الربح منها.

3- احترام قوانين كل بلد شرط ضروري يجب أن يحققه الموقع الإجتماعي بحيث توافق المواد المعروضة قوانين بلد المستخدم و تشريعاته.

إذاً و باتباع هذه الشروط، أتوقع قيام امبراطورية انترنت جديدة ستهز عرش الفيسبوك

أتمنى أن يكون الموقع الإجتماعي الأقوى التالي بملكية عربية، و بشروط و بمواصفات تناسب خصوصية كل مجتمع.

إعداد: م. طارق أبو عسلي ، يسمح النقل مع ذكر المصدر: موقع طارق