لقد قرأت مؤخراً عدة محاولات لإنتاج الطاقة من الطعام، مثلاً من البطيخ الفاسد في أمريكا و من التمور الفاسدة في العراق.
ماذا يعني هذا؟
يعني هذا أن البشرية الآن تتحول للإعتماد على غذاء البشر و أعلاف الحيوانات لإنتاج الطاقة، و هذا جيد من حيث استثمار الفاسد من الطعام و عدم رميه، و في نفس الوقت فهذا له جوانب أخرى سلبية كثيرة.
مثلاً في المستقبل و عندما تنضب مصادر الطاقة الأحفورية، سوف تعتمد البشرية بشكل أساسي على مصادر طاقة بديلة، قد تكون متجددة كطاقة الرياح و الطاقة الشمسية وطاقة الأمواج و حرارة باطن الأرض و ما يشبهها من طاقات، و على طاقات مساعدة ستستخدم فيها عمليات تحويل القمامة و الفاسد من الأغذية و المخلفات البشرية.
و لكن دخول الماء و الطعام في هذه المعادلة له جوانب ضارة، فالإعتماد على مصادر طعامنا و شرابنا للحصول على الطاقة مع هذا التزايد السكاني العالمي السريع، يمكن أن يهدد بانتشار العطش و المجاعة أمام جشع التجار، الذين قد يبيعون أرواحهم في سبيل هوايتهم المفضلة بجمع النقود.
و على هذا من الممكن أن تبيع الدول غذائها لتحويله إلى طاقة و دعم خزائنها على حساب جوع شعوبها، بحال اعتبار أسعار الطاقة ستتضاعف كثيراً.
أنا لست من مناصري توليد الطاقة من ما يؤكل و يشرب و ما لا يتجدد.
و أرجو من الناس الإنتباه و الوعي و التوعية لخطر الأمن المائي و الأمن الغذائي القادم، و الدفاع عن مواردنا البشرية أمام جشع بعض الناس.