يؤسفني كتابة هذا الكلام عن شركة من المفترض أن تقود قطاع التكنولوجيا و لكن سياسة الشركة الربحية تقود الشركة باتجاه ينعكس سلباً على البيئة.
بداية الموضوع نشأت مع أجهزة الهاتف المحمولة، تقوم شركة سامسونغ بطرح الهواتف المحمولة في السوق بتواتر سريع جداً، فالعمر الإفتراضي لمنتجها الذي في القمة لا يتعدى الستة أشهر.
و توقم شركة سامسونغ بطرح الميزات الجديدة في أجهزتها بتواتر بطيء جداً، فمثلاً الشاشة القابلة للإنحناء لم يتم طرحها بعد رغم أنه تم اختبارها بنجاح منذ أكثر من سنتين.
لماذا هذا التباطؤ إذاً؟
هذا التباطؤ بطرح الميزات المهمة ينفع الشركة و يفيدها بتحقيق المزيد من الأرباح ببيع جديد الهواتف لمحبي التقنية و محبي التباهي بالأجهزة الذين يقومون بدفع نقودهم على شراء التقنية الجديدة مهما كانت و مهما كان سعرها.
تنتج عن هذه الإستراتيجية حركة إغراق بالنفايات إلكترونية لا تتحلل و هذا ينم عن انعدام المسؤولية الأخلاقية تجاه البيئة من قبل إدارة شركة سامسونغ.
بالإضافة إلى ذلك تعتبر أجهزة الجوال من سامسونغ من اسوأ الأجهزة في إدارة البطارية و التي تستنفذ تماماً بأقل من يوم حتى لو كانت في وضع خامل أي دون استخدام، و هذا نتيجة برامج السامسونغ التي تعمل في الخلفية و نتيجة عيوب في القطع المستخدمة في تنفيذ أجهزتها.
و نتيجةً للعدد الهائل من الأجهزة يؤدي هذا العيب إلى ضرورة شحن الجهاز مرة أو مرتين في اليوم، و هذا الرقم إذا تم ضربه بعدد الأجهزة المباعة يعني استهلاك جائر للكهرباء و بالتالي إطلاق كميات مخيفة من ثاني أكسيد الكربون الذي يتركز على الثلج في القطبين و يذيبه و يؤدي إلى ظاهرة الإحتباس الحراري الذي يقود بدوره إلى تغييرات مناخية و جغرافية.
إذا كنت تسعى إلى الحصول على حصة من السوق ينبغي أن تنظر للأمرمن المنظور الأكبر، هذه وجهة نظري عن الشركة المسؤولة و التي أعتبر سامسونغ بعيدةً كل البعد عن هذا المفهوم.
فإذا كان عمال مصنع سامسونغ الأكثر عرضة للإصابة بسرطانات الصدر فماذا نتوقع منهم تجاه باقي البشر؟
ماذا يمكنني أن أفعل؟
عن نفسي بدأت أبتعد عن منتجات سامسونغ و أتجه للشركات التي تحترم البيئة في تقنيات التصنيع و في استراتيجياتها التسويقية و على قمة هذه الشركات شركة Apple و التي تنتج جهازاً واحداً سنوياً و ذو إدارة ممتازة للبطارية عالية الجودة.
حتى لمحبي الآندرويد مثلي هناك بدائل أفضل من سامسونغ مثل HTC، LG
أتمنى أن توجد مجموعات ضغط عربية تؤثر على مسار و اتجاه التسويق للشركات المهملة، السوق العربي سوق استهلاكي كبير و من شأن شركات الضغط تحسين مستوى الحياة و حماية البيئة.
مثال عن مجموعات الضغط هيئة عربية للمواصفات تعمل بجدية و بمصداقية و تمنع أي منتج مخالف من دخول السوق العربية.
و أتمنى أن يوجد وعي شعبي و مقاطعة للمنتجات غير الصديقة للبيئة و التي لا تعنى بقضية من شأنها أن تؤثر على مستقبل وجودنا كقضية الإحتباس الحراري.
كلام من منظور مهم جدا. شكرا