السلام عليكم:
أولاً أنا لست محللاً اقتصادياً، و سيكون ما أكتبه في هذا الموضوع، عبارةً عن رأيي الشخصي و رؤيا لمستقبل العالم الجديد من منظور الأزمة الإقتصادية الحالية.
أولاً و لغاية هذا اليوم، ما حدث منذ بدء هذه الأزمة لا يعدو كونه بداية لهذه الأزمة الكبيرة، و سيكون لما حصل تبعات لاحقة.
هذه الأزمة المتمثلة بأزمة الرهن العقاري، و عجز المتدينين من البنوك سداد التزاماتهم، ستكبر و ستزيد.
بداية المشكلة هي وجود الفائض المالي لدى البنوك، و اضطرار هذه البنوك لدفع فوائد عن هذه الإيداعات، أي بداية هذه المشكلة هي الفوائد.
طبعاً و لهذا بدأت البنوك بالإقراض بدون ضمانات فعلية، و بدون التحقق من الضمانات الموجودة
و لهذا ارتفعت الأسعار في المجال العقاري عالمياً و حصلت طفرةً كبيرةً في هذه الأسعار، و هذا لأن البنوك أخذت تقيم العقارات بأكثر مما تستحق لكي تبرر إعطائها للقروض.
على كل حال، هذه باختصار هي الأزمة.
تبعها عجز المتدينين عن السداد
و تبعتها عمليات احتيال بنكية، كالتأمين على هذه القروض الفاسدة، و بيع هذه التأمينات كإستثمارات خطرة لمستثمرين خليجيين و عرب بالدرجة الأولى.
على كل حال ما حصل كما قلت أدى إلى انهيار بعض البنوك، مما قلل السيولة بين أيدي الناس، و التي كانت توفر جزءاً كبيراً منها القروض.
مما أدى بدوره إلى انهيار أسعار الأسهم في البورصات و عودة السهم لقيمته الحقيقية.
أي ما يحصل الأن هو إعادة السعر للمرحلة المدعوة، السعر العادل.
طبعاً و نتيجةً لكل هذا ستحدث تبعات، أجدها تشاؤمية قليلاً.
فمن لا يحب النظرات المتشائمة، أرجو أن لا يكمل القراءة من هنا…
من أكمل أقول له أهلاً و سهلاً و لأكمل مشوار هذا الموضوع.
أول النتائج ستكون بتخفيض الإنفاق إلا على الضروريات ، و هذا سينزل أسعار المواد بشكل كبير و حاد أحياناً
و هذا بدورة سيدفع الشركات للبحث عن سبل تخفيض النفقات
و طبعاً كالعادة أول وسائل تخفيض نفقات الإنتاج هي التخلي عن جزء من اليد العاملة.
و هذا بدوره سيزيد من البطالة
و سيزيد من مشاكل الدول
و ستبدأ عندها الهجرة العكسية بالظهور، أي هجرة أبناء المدن للأرياف و العمل بالزراعة لتأمين متطلبات الحياة الأساسية للإنسان
الحال نفسه و انخفاض أسعار المواد الأولية، سيوقف الطفرة العمرانية في دول الخليج.
فسيتم التخلي عن الكثير من الوظائف في هذه الدول، و إعادة اليد العاملة إلى دولها الأصلية، مما سيزيد الأعباء على الدول المصدرة لليد العاملة.
هذه الآثار ستبدأمن الآن و لغاية السنوات العشر القادمة، و ستحدد الوجه الجديد للعالم.
و إن شاء الله أكتب النظرة المتفائلة لهذا الوضع الإقتصادي قريباً.